دور الحركة الطلابية في الغزو العراقي الغاشم
ناصر عبيد المطيري
Tuscaloosa, AL
" إن ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه، فهم عدّته وعماده " هكذا كان يؤكد صاحب السمو أمير البلاد عن إدراك الدولة بكل مؤسساتها ومن أعلى هرمها بأهمية دور الشباب المحوري في الدولة في السلم والحرب، وما هذا التأكيد إلا امتداد لإيمان الكويت منذ النشأة بإتاحة الفرص للشباب وتمكينهم في شتى القطاعات للمشاركة في بناء بلدهم وتعزيز دورهم ومسؤوليتهم تجاه وطنهم، ومنذ ١٩٦٤ والشباب يمارس دوره ابتداءً في حياته الجامعية مع نشأة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، والاتحاد بجميع فروعه هو الساحة الأكبر لصقل وبناء شخصية الشباب من خلال ممارستهم المؤسسية ممثلين عن طلبة الكويت وحماية حقوقهم والتطلع لطموحاتهم إلى عنان السماء في رفع اسم وطنهم في جميع المحافل الأكاديمية وغيرها، وخاض شباب الكويت على مر السنين الكثير من المواقف الصعبة والتي كانت تزيد الدولة قناعة بنجاح التجربة النقابية لإتحادات الطلبة، وظهرت أشد أوجه هذا الحراك الطلابي الفاعل أثناء الغزو العراقي الغاشم حيث ظهرت فروسية شباب الكويت و بطولات وملاحم وطنية استبسلوا فيها دفاعًا عن أرضهم كي تبقى الكويت حرة و رايتها خفاقة في سماء العالم، وكان الإتحاد الوطني بجميع فروعه وما قاموا به من مناشط وتحركات مدعاة للفخر والدروس التي تُسطر للأجيال القادمة، و نستذكر منها :
١- فرع المملكة المتحدة وايرلندا:
-
احتشدت الجالية الكويتية في لندن يوم ٢/٨/١٩٩٠ أمام السفارة الكويتية لتنظيم مسيرة طافت خلالها شوارع العاصمة البريطانية، سلمت خلالها مذكرة احتجاج للقائم بالأعمال العراقي، وقد كانت تلك المسيرة أول وأسرع رد فعل شعبي كويتي في جميع عواصم العالم يدين الغزو العراقي للكويت.
-
في ٣/٨/١٩٩٠ انطلقت مسيرة شعبية نظمتها الجالية الكويتية في لندن بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت من أمام مبنى السفارة الكويتية باتجاه السفارة العراقية لتأكد الرفض الشعبي للاحتلال العراقي للكويت والتمسك بالشرعية الكويتية.
٢- فرع جمهورية مصر العربية:
-
كان للاتحاد دور فعال في استضافة وايواء العوائل الكويتية التي شردها الغزو واتخذت مصر محل إقامة مؤقتة لها.
-
خاطب الاتحاد في رسائل مختلفة وزراء الإسكان والإعلام والأوقاف والتعليم العالي المصرية كل في مجاله لتسهيل مهمة استيعاب الكويتيين في دوائر خدماتهم.
-
اقامت العديد من اللقاءات والندوات في مختلف التجمعات السياسية والشعبية والأكاديمية لتوضيح أبعاد المؤامرة التي تعرضت لها الكويت وزيف ادعاءات النظام العراقي الغاشم.
٣- فرع فرنسا :
-
كان شباب الاتحاد هم طليعة لجنة التضامن الكويتية بباريس والتي نظمت ثلاث مظاهرات احتجاجاً على الغزو.
-
مثلت الكويت في الجامعة الصينية لحزب التجمع من أجل الديمقراطية وحزب الوسط الديمقراطي اليميني.
-
تنظيم سلسلة من الانشطة التعريفية بالقضية الكويتية العادلة شملت نشرة الحق، والاتصال بالاعلام وعرض ابعاد الاحتلال من وجهة نظر كويتية و المشاركة بالبرامج المتعلقة بالقضية.
٤- فرع الولايات المتحدة الأمريكية :
على وجه الخصوص فرع الولايات المتحدة برئاسة أ.د.حمود فهد القشعان آنذاك، وعميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت حالياً، نظّم الاتحاد الوطني فرع الولايات المتحدة الآتي :
-
مؤتمرًا جماهيراً في مدينة كريستال في ولاية فرجينيا حضره العديد من الشخصيات السياسية المهمة وأرسلوا فيها رسالة تأييد شعبية لحكومة الكويت الشرعية في الطائف.
-
إقامة أنشطة مشابهة في عرض قصة احتلال الكويت في مدن أخرى مثل ميامي.
-
فتح باب التطوع للدفاع عن الكويت وتحريرها من الولايات المتحدة الأمريكية.
-
وتم توحيد العمل بين أبناء الكويت وتسخير جميع الجهود في خدمة قضية الكويت في الإعلام العالمي وتوجيهه لمصلحة الكويت.
-
فتح الاتحاد قناة إذاعية تبث أخبار ما يحدث داخل الكويت وتم تأجير ساعة يومية في الإذاعة العربية وفي تلفزيون ANA.
-
وغيرها الكثير من الأنشطة التي ندعو الطلبة للاطلاع إليها وتم توثيقها بالصور والمصادر في كتاب (طلاب الكويت في معركة التحرير) بتأليف أ.د. عثمان الخضر وبإصدار الاتحاد الوطني-الهيئة التنفيذية وهو المصدر الذي اقتبسنا منه هذه التوثيقات والأنشطة المذكورة سلفًا، ومن هذا المنطلق يجب أن نؤكد كطلبة وأعضاء في إتحاد فرع أمريكا على إيماننا بأن الإتحاد ليس مؤسسة طلابية فقط بل هو مؤسسة وطنية وكويت مصغرة في الخارج.